السياسي

اللواء ( 444 ) المحبوب وأمره في صورة!

 اللواء ( 444 ) المحبوب وأمره في صورة!

 اللواء ( 444 ) المحبوب وأمره في صورة!

 

في صيف عام 1462 م،  كان السلطان محمد الثاني العثماني المعروف بمحمد الفاتح يقود جيشه إلى مدينة تاركوفسكي في رومانيا؛ لأن حاكمها آنذاك فلاد الثالث امتنع من دفع الجزية المتفق عليها، وذلك بعد أن اعتلى عرش الغجر القريبة ملك قوي هو ماتياشو الملقب بالغراب، فأراد بلاد الثالث أن ينقل ولاءه من بني عثمان إلى المجريين، فتوقف عن دفع الجزية، اعتقادا منه أن حليفة الجديد سينجيه، فما لبث حتى أدخله للإقامة الجبرية بعدما انقلب عليه أهله، وذهب لحليفه (الجديد) لاجئ ….

لكل شيء وصفة، حتى الإنسان هناك وصفة تَشكّل بها، لهذا سنحلل اليوم مع بعض كيف تُشكِل لواء معزز أفراده يطيرون في الجو، وتمهد له على كونه جهة منضبطة تتبع الأوامر، خاصة في ظل الوضع الأمني الهش الذي يعيشه الليبيون منذ سنوات، ولنسمي فرضية هذا اللواء الذي نستند إليه في تشكيل الوصفة باللواء (444)!!

نشرت الصفحة الرسمية للواء (444) صور جمعت أمر اللواء مع الملحق العسكري (الأمريكي) والوفد المرافق له، حيث قام محمود حمزة أمر اللواء بإجراء جولة تعريفية ميدانية للوفد العسكري داخل اللواء، حيث استعرض أمام الوفد إمكانيات اللواء على مستوى المرافق، وأشار الوفد العسكري الأجنبي بإعجابه باللواء وحجم الانضباطية التي يتميز بها أفراد اللواء، كما كرم الوفد العسكري (الأجنبي) أمر اللواء العقيد محمود حمزة بقلادة على هيئة درع، وذلك اعترافا له بجهده في إدارة هذا الصرح العظيم. 

دعك من كون أن هناك لواء عسكرياً يقول إنه يتبع مؤسسة عسكرية، يملك صفحة موثقة على الفيس بوك؟! 

ولندخل في الأسئلة المنطقية أكثر. 

هل رئاسة الأركان تعلم بهذه الزيارة؟ وأمرت أمر اللواء باستقبال الوفد؟ وإن كانت قامت بذلك فلماذا لم تقم بنشر الخبر في صفحتها الرسمية؟ وإن لم تفعل ذلك؟ فلماذا لا يُحَوَّل أمر اللواء (444) باعتباره خالف اختصاصاته؟ وتقمص اختصاص أصيل لرئاسة الأركان؟ 

في الكوكب كله، هناك جهة واحدة تمثل المؤسسة العسكرية، وتقودها في المحافل الدولية والمحلية، وتبرم أي اتفاقيات تدريب أو غيرها، ويمنع على أي جهة أخرى أن تقوم بذلك.

كما أنه في الكوكب  كله، أمراء الألوية داخل الجيوش مسؤولون عن إدارة ألويتهم من الناحية الفنية والعسكرية، وتنفيذ المهام التي توكل لهم من القيادة المركزية على مستوى العمليات، أو التعبئة، أو الاستعراضات العسكرية، أو المناورات التي ترفع من مستوى جاهزية الجنود، هذا فقط ما تقوم به!

إنه من المخالفة الواضحة للقانون العسكري والتراتبية العسكرية (المنضبطة) أن يستقبل أمر لواء أشخاص عسكريين أجانب، لأن ذلك ببساطة قد، ونقول قد يوصله إلى شبهة الاتهام بالتعامل مع أجنبي بصفة عسكري! وذلك من المفترض أن يقوده إلى المحاكمة العسكرية، وقبلها يمر على المدعي العام العسكري للتحقيق معه. 

فلو كانت رئاسة الأركان في طرابلس على علم بهذا اللقاء وهي من أمرت به، فيجب أن تحال للتحقيق، وذلك لعدم التزامها باختصاصاتها، وتعريض المؤسسة العسكرية للخطر.

وفي حال لم تكن تعلم بهذا اللقاء، فمن المفترض وفقا للقانون العسكري أن تحيل أمر اللواء (444) إلى التحقيق فورا، وإيقافه عن العمل إلى حين استكمال التحقيق وخروج نتائجه.

لنخرج الآن من الفرضية، وننزل للواقع الذي نلخصه في الآتي. 

- عندما يقول لك أي شخص أننا نملك جيشاً، ولهذا الجيش ألوية تأتمر بأمره، أظهر له صورة أمر اللواء والوفد الأجنبي!

- وكل ما تسمع وصف يحاول قائله أن يبين من خلاله (أن هناك تشكيلاً مسلحاً يمثل نواة للمؤسسة العسكرية)، أظهر له صورة أمر اللواء والوفد الأجنبي!

- بينما في كل مرة ترى فيها أرتال تمثل قيادة رئاسة الأركان، يحاولون أن يوسعوا لهم الطريق حتى يمروا، أظهر له صورة أمر اللواء والوفد الأجنبي!

- وعندما تتبادل الحديث مع أي مواطن في شوارع ليبيا المكلومة العامرة بعودة الحياة، ويقول لك إن اللواء (444) هو تشكيل نظامي يتبع الأوامر العسكرية، أظهر له صورة أمر اللواء والوفد الأجنبي! 

- وفي كل مرة ترى حلماً يبين لك أن ليبيا قد تكون دولة، ولا يوجد في هذا الحلم صورة أمر اللواء والوفد الأجنبي، تمسك  بالحلم، وحاول أن لا تفيق …..