الأقتصادي

هل ما زال الليبيون يأكلون (النوتيلا)!!

هل ما زال الليبيون يأكلون (النوتيلا)!!

هل ما زال الليبيون يأكلون (النوتيلا)!!

 

في حديث مع أحد الرفاق حول الوضع الاقتصادي في ليبيا، وكيف أن المواطن اليوم يعاني حجم التضخم الحاصل نتيجة خطة الحكومة الراشدة في زيادة مرتبات الليبيين، لتأخذها منهم من الجهة الأخرى، وكيف أن وضع السيولة النقدية أصبح في حالة تعسر نتيجة الصراع القائم بين صاحب مصرف ليبيا المركزي ورئيس حكومة عودة الحياة، أوقفني رفيقي بسؤال اعتراضي، (هل ما زال الليبيون يأكلون النوتيلا) قلت نعم كل صباح، وفي أغلب المقاهي، قال إذا الوضع الاقتصادي ممتاز بالنسبة لليبيين! 

يبدو أن الحكومة في ليبيا تتعامل بهذا المبدأ حسب ما يرى البعض، حيث استخدمت العلاج السحري الذي دائما ما ينجح، وهو رفع الأجور في القطاع العام، هذه الخطوة ما لبثت حتى سقطت في خندق زيادة الأسعار، حيث من الطبيعي حسب ما يرى العديد من الاقتصاديين، أنه عندما يحدث زيادة كبيرة في أجور العاملين في الدولة، وفي قطاعات كبيرة وبقيم مالية كبيرة، طبيعي جدا أن يؤثر الأمر في زيادة طلب المواطنين على السلع، الأمر الذي سيؤدي إلى ارتفاع الأسعار، حيث بعد حوالي أربعة شهور من الزيادة، أصبحت هذه الزيادة لا تغني شيئا للمواطن، ووجد أن القدرة الشرائية لراتبه الجديد هو بنفس القدرة الشرائية لراتبه السابق، إذا لم يكن أقل. 

هل ما زال الليبيون يأكلون النوتيلا؟ 

ثم انطلقت الحكومة في خطوتها الثانية حسب ما يرى البعض، وهو الاهتمام بتنظيف وتشييد العديد من جزر الدوران، وتعبيد وتوسيع الطرق، وصرفت في هذا الباب أرقاما مالية يقول العديد من المتابعين أنها تبني بلداً جديد وليس طرقاً في عاصمة مليئة بالرصاص والأمان؟! وقد تعرضت أغلب هذه الطرق للانهيار، وإمتلئت بالمياه نتيجة سقوط بعض حبات المطر التي حاولت إن تمسح على العاصمة طرابلس بؤسها. 

هل ما زال الليبيون يأكلون النوتيلا؟

بعد ذلك قرر صاحب مصرف ليبيا المركزي إيقاف صرف الأموال لحكومة عودة الحياة، بعد أن كان شريكا لها في هذا الصرف الذي أصبح يذمه ليل نهار، ويقول لليبيين أن هذه الحكومة صرفت أموالاً كبيرة، ويحاول أن يبين أن هناك حجم فساد كبير حصل، وأن الدولة شارفت على الإفلاس، ليرد عليه شريكه السابق في إعادة الحياة لليبيين؟! رئيس حكومة عودة الحياة أن كلامه غير دقيق، واستعرض أمام الليبيين أنفسهم الذي كان صاحب مصرف ليبيا المركزي قد خاطبهم في السابق، بأن الدولة بخير، وأن الحكومة قد أدخلت لخزانة الدولة الليبية خلال الثلاث سنوات أكثر من سبعين مليار دولار، وأنها استطاعت أن تسدد كل الدين العام التي ورثته عن الحكومات السابقة، رغم أن هذه الحكومة، وعلى لسان رئيسها (العفوي) كانت قد قالت انها لم تعد تستطيع أن تتحمل صرف أموال على دعم المحروقات، وأن استمرار دعم الدولة لهذا البند قد يؤثر بشكل كارثي على اقتصادها في المستقبل، فهل نحن بخير أو لا؟ من يستطيع الإجابة ليخبرنا! 

هل ما زال الليبيون يأكلون النوتيلا؟ 

المشهد الرابع في هذه السردية تمثل في إيصال الليبيين إلى وضعهم السيئ مجددا، حيث السيولة غير موجودة في المصارف، ومرتباتهم متأخرة، جيوبهم فارغة، وعقولهم مرتبطة بأخبار من يسومونهم سوء العذاب، وأعينهم مرفوعة على حركة الأسعار صعودا وهبوطا، علهم يتحصلون على خبر ينجيهم من الشعور بالعجز والعوز أمام أبنائهم وأهلهم، هذا كله وهناك فئة من الليبيين أنينها وصل لما وراء البحار، ولم يصل لمن قالوا إنهم مسؤولون عليهم، يفترشون مشافي تونس وشوارعها، ومعرضين للطرد في أي لحظة نتيجة تراكم الديون عليهم، ولم تدفع الدولة ثمن علاجهم في الخارج ولا في الداخل. 

المشكلة ليست في النوتيلا، المشكلة في استمرارنا في مسايرة السلطة الحاكمة في كل مرة لخطتها، إنهم في كل مرة يحاولون أن يشغلونا ببطوننا، وموافقتنا لهم على ذلك هي الجريمة في حقنا، وحق أبنائنا، لن تقف محاولات السلطة الحاكمة في ليبيا من استخدام هذا الأسلوب حتى نعي، أن كرامتنا أهم من بطوننا، وأن أموالنا هي ملك لنا، ودورهم يقتصر على إدارتها لصالحنا، غير ذلك وجب علينا أن نطرد الموظف ومن معه، وقبل هذا كله يجب علينا أن لا نعبد الموظف من دون الله، 

فهل هناك من يعبد موظفاً ؟؟