اجتماعي

كيف يكون شكل المجتمع بعيون امرأة؟

 كيف يكون شكل المجتمع بعيون امرأة؟

 كيف يكون شكل المجتمع بعيون امرأة؟ 

 

إن التغيير الإيجابي الذي تسعى له المجتمعات مرهون إلى حد بعيد بواقع المرأة ومدى تمكنها من القيام بأدوارها، المرأة هي نصف المجتمع، بل ربما تعداها إلى أكثر من نصفه من حيث التكوين وهي المجتمع كله من حيث التأثير في النشأة والتكوين.

مجتمعاتنا العربية بشكل عام والمجتمع الليبي بشكل خاص أصبح يولي اهتماماً لدور المرأة في بناء المجتمع وتطوره استناداً على مقولة أجدادنا "قوة الجنين من أمه" ويُقصد بهذا المثل أن قوة الطفل ونشأته على الأصعدة جميعهم فكرياً ومشاعرياً ومادياً يعود إلى حد بعيد على الأم كونها الداعم الأساسي له في رحمها إلى أن يولد على الحياة لتكون هي المصدر الطاقي والفكري والمشاعري بالنسبة له، ربما يراه البعض دوراً مهماً، ويراه آخر سمة فطرية خُلقت مع خلقها فالوجود الفطري يُحدده القدر بمسارته، وإن افترضنا جدلاً أنها سمة فطرية من جهة ودور هام من جهة الأخرى سنرى الأمر بالصورة الكبيرة والشمولية وهو المجتمع بأسره أطفالاً وشباباً وشيبا.

يراودني سؤال في ذهني، وسيكون حتماً في ذهن المتلقي، هل حقاً للمرأة دور غير النشأة والتربية؟، كون أن تربية الأبناء ونشأتهم أمر ليس بهين إن كنا سنبني مجتمعاً يحتكم للحكمة والعقلانية والعلم والتطور، فسنرى أن الأم هي أولى مراحل التعلم للطفل في نشأته ولأن هذا الأمر ليس بسهل، ويحتاج إلى العديد من الصبر والحكمة والهدوء سنجد صوتاً آخر يُنادي بعدم تقبل عمل المرأة خارج المنزل.

أنا كسيدة لا أجد ضيراً في هذا الصوت إن كان الرجل قادراً مع الظروف الاقتصادية الراهنة أن يؤسس منزلاً متزناً لا يفتقر لأساسيات الحياة المعيشية، ولكن إن فككنا هذا الأمر سنجد أن المرأة العاملة هي الأقدر والأكفأ على تربية أبنائها وتنشئتهم من غيرها، أو لنقل لها الحظ الأوفر في تنشئة جيل متعلم، ويواكب التطور لسبب بسيط، وهو أن المرأة العاملة يمكنها التعامل مع كل الظروف المختلفة؛ بسبب تجاربها في سوق العمل، كما أنها تتعلم من التجارب، وتعلم أبناءها تجاربها وكما أشرنا سابقاً هي المصدر الطاقي والفكري والمشاعري لأبنائها، فعمليتها  وولوجها لسوق العمل يساعدها على اتزان مشاعرها وأفكارها لتورد كل طاقاتها في أبنائها.

من المهم أن نعي جيداً أننا في هذا المقال لا نتحدث عن مصطلحات فضفاضة أو مستهلكة تتحدث عن حرية المرأة أو حقوق الإنسان، نحن نتحدث عن مفهوم للحياة بشكل عام. الرفع من مستوى كفاءة المرأة من خلال الاستماع إليها، وإلى أفكارها والاستفادة من لبنة تجاربها سيعود بالنفع حتماً على المجتمع فالسؤال الآن، ما هو نتاج الاستماع أو الاحتكام إلى صوت المرأة؟ هل هذا يُجدي نفعاً في ناقصة العقل؟

في حقيقة الأمر نحن دائماً أذن مُصغية لصوت المرأة وعقلها في أمورنا الحياتية، لنقف جميعاً من بعيد، ونشاهد أحداثنا في منازلنا سنجد أنفسنا في أغلب الأوقات إن كنا نحتاج إلى المشورة أو اتخاذ قرار، أو نبحث عن حل لمشكلة استعصى علينا حلها، سنذهب مباشرة إلى السند والظهر والعمود الفقري والجذر الأساسي في حياتنا ألا وهي الأم لمشاورتها والنقاش معها بما يجول في أذهاننا من أفكار أو مشاعر مختنقة داخلنا أو حل لمشكلة لتكون هي المنقذ من وحل المتاهة والباب الذي لا يُقفل، وإن أُغلقت الأبواب كلهم بنوافذها، وبهذا فكرة الاستماع إلى المرأة في مجتمعنا ليس بشيء غريب، بل هو شيء ذاتي ونابع من الفطرة الإنسانية ودورها المنقذ في منزلها هو نفس الدور وأشمل في مجتمعها، سواء اتفقنا أو لم نتفق هذه حقيقة لا يمكن إنكارها.

 

نعم، هي هكذا وهي ناقصة عقل كما يُقال فماذا إن كانت بعقل كامل متكامل!! كيف سنراها؟ وأين سنجدها؟ هذا هو السؤال المهم، والأهم من ذلك عزيزي المتلقي هو إدراكك لمفهوم أن المرأة، وإن كانت ناقصة عقلاً وحاشا لله أن يخلق شيئاً عبثًا هي ليست كائناً تلقائياً يُنجب فقط لأن الحياة بأكملها لم تُخلق عبثاً، وإنما كل شيء لحكمة، وربما حكمة الله في الأرض أن تكون تلك الناقصة لها القدرة على الإنجاب وتربية الأبناء وحل المشكلات والعمل خارج المنزل رغم هرمون الأستروجين، ورغم محاولة الوعي الجمعي الذي دائماً ما يُشعرها بالعار.