هل سمعت بالنيرفانا الليبية ؟ (أهلا بك)
لمن لا يعرف النيرفانا: هي مصطلح يُسْتَخْدَم في الفلسفة البوذية للإشارة إلى حالة السعادة النهائية والتحرر الكامل من العذاب والمعاناة. وفقًا للتعاليم البوذية، يعتقد البوذيون أن النيرفانا هو هدف الحياة النهائي، حيث يتحقق السلام الداخلي والتحرر من دورة الميلاد والموت وإعادة الولادة. في النيرفانا، يتوقف الانحياز والشهوات والمظاهر الخارجية للحياة، وتتحقق الحالة المثلى للوعي والسعادة.
في قاعة رقمية بالكامل، وحضور عربي ودولي لشخصيات إعلامية وفنية كبيرة وحضور رسمي لبعض الدول، وروائح زكية، والعديد العديد من الإعلاميين الليبيين المروضين، والعديد من قامات المجتمع في السوشل ميديا، أعلن وزير الدولة لشؤون الإعلام وصاحب كل الإعلام المقروء والمسموع، والذي لا يزال في الأدمغة داخل ليبيا السيد وليد اللافي عن انطلاق أيام طرابلس الإعلامية، والذي تخلله اجتماع لوزراء الإعلام العرب في طرابلس، والتي خرجت فيه طرابلس بصورة جميلة جدا، وليبيا بصورة أجمل، إلا أن هناك من يسأل.
هل هذه الصورة حقيقية؟
في لقاء تلفزيوني مع طوني خليفة الإعلامي المعروف، ظهر السيد رئيس وزراء حكومة عودة الحياة عبد الحميد الدبيبة، ليوضح بعض الغموض الذي صاحب بعض الأحداث في الفترة الماضية على رأسها الخلاف الواضح بينه وبين الصديق الكبير (صاحب مصرف ليبيا المركزي) والذي أدى على حسب بعض المراقبين لزيادة سعر الدولار في السوق الموازية، لكن يبدو أن هذا الخلاف غير حقيقي حسب رواية السيد عبد الحميد الدبيبة، حيث أكد أنه لا يوجد خلاف بينه وبين صاحب مصرف ليبيا المركزي، وكل ما حدث أن الأخير تعرض لحادث سير في مدينة أجنبية؛ مما أدى إلى بقائه فيها ريثما يستعيد عافيته، وقد وصل إلى ليبيا بفضل الله ورعايته، وفي وقت لاحق للقاء السيد عبد الحميد الدبيبة، أرسل الصديق الكبير رسالة إلى السيد النائب العام يعلمه فيها أن هناك شبهة فساد بالملايين في ملف العلاج بالخارج، وأن عليه التدخل للتحقيق في الأمر.
هل هذه الصورة حقيقية ؟
لا جديد في ملف الانتخابات بالنسبة للسيد عبد الحميد الدبيبة، حيث مازال متمسكاً بفكرة أنه وحكومته لن تسلم السلطة إلا لحكومة مُختارة من جسم شرعي مستند على انتخابات شرعية، كما أكد أنه متمسك بحق الليبين في اختيار سلطة سياسية جديدة، ورغم أنه يعلم كما الكوكب كله يعلم أنه جاء للحكم باتفاق سياسي، إلا أنه متمسك على ما يبدو بخروجه وفقا لمنظومة الانتخابات، كما أشار إلى أولئك الأعداء المخربين الذين يحاولون إيقاف عجلة عودة الحياة في ليبيا، وحاول أن يُشهد الحاضرون في القاعة الرقمية على أن الحياة عادت إلى ليبيا، ولم يذكر نهائيا في هذا اللقاء كم كلفت هذه العودة الخزانة الليبية من أموال مثلا، المهم بالنسبة لسيد عبد الحميد على ما يبدو أن الحياة عادت، حسب اعتقاده.
هل هذه الصورة حقيقية؟
لم يفوت طوني خليفة كعادته هذه الفرصة، ليسأل رئيس حكومة عودة الحياة عن لقاء وزيرة خارجيته نجلاء المنقوش مع وزير خارجية الكيان الهلامي، وقد دافع السيد عبد الحميد عن وزيرته، التي أكد لنا ولطوني خليفة أنها امرأة وطنية بامتياز، وأن اللقاء كان عرضياً، وفجائياً، وأنه لا يعلم عن هذا اللقاء قبل انعقاده أي شيء، ولم يطلب منها ذلك، كما برر إقالته لها كونه قد خشي عليها من تبعات هذا اللقاء الفجائي! ومن رد فعل الناس، ولسلامتها وسلامة عائلتها قام بإقالتها ؟ طبعا لم يذكر أي شيء حول التحقيق الذي كان قد فُتح معها، وإلى أين وصل.
هل هذه الصورة حقيقية؟
اختتم اللقاء، وانتهى الاجتماع الفاخر لوزراء الإعلام العرب، وانتهت أيام طرابلس الإعلامية، واستلم الضيوف كلهم من الإعلاميين والفنانين (صكوكهم) ونجحت الحكومة في تقديم صورة جميلة لها ولإنجازاتها في إعادة الحياة لليبيا، وكُرم الإعلاميون المروضون العائدون لحضن الوطن الدافئ بالأموال، ورجع الناس أصحاب الفرح غير المدعوين لمراقبة زيادة سعر الدولار الذي تجاوز الستة دنانير، وعجز الميزانية التي تجاوز 11 مليار دولار، وصرف الحكومة خلال السنة المالية 2023 لقرابة 170 مليار دينار، نظير القاعة الرقمية!
لهذا نعتقد أننا لن نعود إلى الحياة خلال هذه الفترة، أو ربما عدنا كما ترى حكومة عودة الحياة، أو ربما عدنا في صور أخرى، وفي حالة نحن لا نراها، ويبدو أن الكارما التي جاءت بهذه السلطة الحاكمة تعاقبنا نتيجة لعجزنا.
في الأحوال جميعهم نحن أمام النيرفانا الليبية ….