اجتماعي

زوجوه يعقل؟! بنات الناس ليست مصحات نفسية"

 زوجوه يعقل؟!  بنات الناس ليست مصحات نفسية"

 زوجوه يعقل؟!  بنات الناس ليست مصحات نفسية" 

 

زوجوه يعقل مصطلحاً يطلق على الرجل الطائش الذي لا يملك تصوراً واضحاً لحياته بشكل واع، يومه يمر ما بين المقاهي” وتعكيسة “في نص الشارع وبدون التفكير في مستقبله والتخطيط لحياته، وفي هذه الحالة السيريالية التي يمر بها هذا الذكر، تتفتق أذهان أسرته إلى فكرة مفادها ( زوجوه )

تبدأ مسيرة البحث عن امرأة صالحة، من عائلة محترمة والأهم تكون "قنينة " وعاقلة، وتعرف "أطيب "وشرط ابننا الأساسي " خدمة لا وقراية لا"، يريدها أن تمارس وظيفتها الطبيعية المتمثلة في إنجاب الأطفال وتربيتهم دون الخوض في أي نقاشات خارج هذا الإطار، يتبادر لذهن أي عاقل يشاهد هذه الحالة سؤال كبير مفاده (على شني يتشرط هذا الهلامي؟) 

 ولكن السؤال المهم هل هذا النوع من الزواج يستطيع أن يشكل أسرة مستقرة؟ 

لو انطلقنا من فكرة أن الغرض الأساسي من الزواج هو تعقيل الابن وليس استقراره، فلا أعتقد أنه سيستمر؛ لأن بنات الناس ليست مصحة نفسية أو حقل تجارب، حيث من المنطق تعقيل الابن ثُم تزويجه، لأن الرجل غير القادر على إدارة حياته، ولا يملك تصوراً واضحاً حولها، وفي الغالب لا يستطيع أن يكون مسؤولاً على أسرة، ويسيرها بالطريقة الصحيحة،

 بل في الغالب سينشئ عائلة يملؤها التخلف والفقر والانحراف، وهذا ما سيولد الطلاق في مدة زمنية قصيرة جداً، وسيتسبب الأمر في تشتيت العائلة والأبناء، لأن مثل هذه الحالات عادة ما يسترجع فترة طفولته بعد زواجه، وهنا يبدأ دور المرأة الأساسي في "التعقيل" بالنسبة للأسرة الطفل طبعا؟!  والكل يصبح يترقب شطارتها وطريقة تعاملها مع هذا الطفل الزوج الطائش، الذي كان من المفترض أن يكون سنداً لها، ويعينها على الحياة، لا أن يزيدها ثقل وهموماً فوق وجودها في ليبيا أصلا!!! 

وهنا نسأل؟ على من يقع مسؤولية انهيار هذه الأسرة؟ 

على العديد من الأطراف من بينهم أهل الزوجة الذين لم يسألوا عن زوج ابنتهم، وكان هدفهم الوحيد إن ابنتهم تتزوج قبل أن تُفوت قطار المجتمع المحدد لتوقيت زواج المرأة؟!، وتصبح ابنتهم  حديث النساء. أما أهل الطفل العريس، فإن كان أهله يريدون أن تربي ابنهم امرأة صالحة على طريقة زوجوه يعقل، فهل تسمحون لأي طفل عريس آخر من  خوض تجربة زوجوه يعقل مع ابنتهم يا عزيزي!! 

فيا أيها الآباء 

الله الله في بناتكم واعلموا بأنهنَّ عزة لكم ورفعة لمكانتكم، وجودهن شرف يعانقكم بنفحات أرواحكم التي وهبتموها لهن، فكونوا لهن على العهد قائمين، وفي حبهن حاضرون، فهن ثمرة أيامكم التي تألمتم لهن وضحيتم من أجلهن، فلا تمنحوهن إلا لمن يرتضيه زوجاً، لهن حرية الاختيار، كما كفل لهن الشرع، وكما منحتهن الإنسانية القرار، كونوا لهن ولا تكونوا عليهن، لأن الزواج هو أول وأعمق رابط إنساني، وليس مؤسسة إصلاحية، وعليه قامت المجتمعات والحضارات والدول، وبهِ تُبنى الأمم أجيالها لصنع الغد، وليس لدمارها وفنائها. 

 وقبل أن تُقدم على تزويج ابنك فسأل نفسك هذا السؤال، هل ستعينه على الاستقرار؟، أم ستزيده وتزيد المجتمع ثقلا؟؟ 

في الحقيقة الأب هنا بدل أن يسقط حِمْلُ ابنهُ المتهور من عليه! يضيف له هموم ومشاكل زوجته وأطفاله، في الوقت الذي من المفترض به أن يكون هو رب الأسرة والمسؤول عنها، ولا يكون كضيف شرف، يتعامل مع البيت كونه فندقاً، أو حلبة للصراع بينه وبين زوجته.

لهذا نقول إن الشاب الذي لم يتعب ولم يدفع شيئاً في الزواج، يسهل عليه الطلاق، وسترخص في عينه الحياة الزوجية، بل غالباً ما يتعامل معها كونها قيداً لحياته، وسيشعر بالضيق من كثرة الالتزامات، مما قد ينتهي بهِ المطاف إلى هدم هذا المشروع بالكامل.  

فما هو الحل إذاً؟ 

ربوه وعقلوه وأعينوه على الزواج؛ لأن شعور الفتى بالمشقة والعمل من أجل إنشاء تلك المملكة المستقبلية، هذا  ما سيشعره بأهميتها وقدرها؛ لأنه لم يتعب للحصول عليها، ومثل ما جاء في الأثر "يلي يجي بالسهل يمشي بالسهل" 

فعدم المشقة والتعب من أجل الحصول على شيء ستولد في نفس الابن سهولة التخلي، في الوقت نفسه  لا نستطيع أن ننكر أن هناك حالات قد نجحت معها فكرة زوجوه يعقل وتهذبت تصرفاتهم، ولكن هذا نادر جداً، وبنسبة بسيطة، وأكاد أجزم أنها آتت ثمارها مع أجيال ماضية، حين كان الأب يعين على الزواج، ثم يترك للابن زمام تدبير شؤونه مع أهل بيته بعد أن يُؤهل ويعده لهذا الدور،  

لا كما يحصل اليوم، والذي يصل فيه الحال إلى أن الشاب قد لا يربطه بتفاصيل عرسه والإعداد له إلا أن يمثل دور العريس، دون أن تكون لهُ القدرة على إدارة ما بعد العرس. فالزواج ليس شماعة نرمي عليه أخطاء أبنائنا أو أخطائنا في تربيتهم، فالمفترض أن نربي أبناءنا على أن يكونوا رجالا لا أن يكونوا أزواجاً.  

لهذا أعينوا  أبناءكم على الزواج من أجل  تكوين أسرة  ناجحة، وليس لعلاجهم من أمراضهم النفسية، فهذا دور المصحة! فالذي لم يكن عاقلاً قبل الزواج غالباً لن يتحصل على العقل  بعد الزواج، كل ما ننادي به  زوجاً مسؤولاً، وبيتاً دافئاً وعائلة مستقرة، وزوجة صالحة صابرة على زوجها، لأن العائلة هي الملجأ الأول والأخير للطفل ومصنع لمستقبله.