السياسي

من سيكتب على مطار طرابلس العالمي ( ملكية مُقدسة ) ؟

 من سيكتب على مطار طرابلس العالمي ( ملكية مُقدسة ) ؟
 
 
 

 من سيكتب على مطار طرابلس العالمي ( ملكية مُقدسة ) ؟

 

لا تزال تلك المقولة الخالدة للقائد العسكرية مختار الأخضر حاضر كلما تحدث الليبيون عن مطار طرابلس المنكوب، حيث في مدينة مثل طرابلس عاصمة دولة تسبح على بحر من النفط والدم، منطقي جدا أن يكون (صاحب المطار) أي يعني من يسيطر عليه يملك نفوذا كبيراً في ليبيا بالكامل، وقد يستغرب القارئ الذي ليس من ليبيا هذا الكلام، حيث المنافذ الجوية والبحرية والبرية عادة تكون تحت سيطرة الدولة وتحديدا وزارة الداخلية، نستطيع أن نقول في هذا المقام للقارئ الكريم المعني، لم نُنشئ دولة بعد، بل ولم تكن عندنا دولة منذ أكثر من خمس وستين سنة؟  

منذ انتفاضة فبراير ومطار طرابلس خارج سيطرة وزارة الداخلية، حيث تمكنت قوات عسكرية تتبع مدينة الزنتان من السيطرة على المطار، وخلقت لها هذه السيطرة حيثية معينة داخل دوائر القرار في طرابلس في تلك السنوات، حتى سنة 2014 وحربها المعروفة بفجر ليبيا، والتي أخرجت مطار طرابلس العالمي من الخدمة نتيجة تدميره من قبل الأطراف المتصارعة في ذلك الوقت ، وتحولت وجهة سكان طرابلس والمنطقة الغربية بالكامل للتواصل مع العالم الخارجي إلى مطار معيتيقة الذي تسيطر  عليه قوة الردع الخاصة لتبدأ مرحلة جديد كلياً في سياق المنفذ الوحيد الجوي لأكثر من ثلاثة ملايين ونصف مواطن ليبي.  

ظل مطار معيتيقة هو المنفذ الوحيد لمن يحكم طرابلس للعالم، حيث من يسيطر عليه يستطيع حقيقة أن يمنع اويسمح لمن يشاء بالخروج من طرابلس، لكن هناك العديد من المتابعين يقولون أن القوة العسكرية التي تدير مطار معيتيقة هي أكثر ذكاء من تلك التي كانت تحكم مطار طرابلس العالمي، حيث تم تمكين أجهزة وزارة الداخلية من العمل بكامل طاقتها داخل المطار ، وعدم التدخل في عملها إلى حد بعيد ، كما  شهد المطار حركة صيانة وتوسعة كبيرة خلال هذه السنوات .

 كما أستخدم المطار لأغراض عسكرية طيلة السنوات الماضية خاصة في إطار الحرب التي حدثت سنة 2019 التي حاول من خلالها الجنرال حفتر السيطرة على طرابلس، كما استخدم المطار عسكريا في إطار محاربة التهريب كما تقول حكومة عودة الحياة، ويراها معارضوها أنها تحاول أن تصفي حساباتها مع خصومها في المنطقة الغربية بالتحديد، وتتفوق عليهم عسكريا عن طريق الطيران المسير.  

إلا أنه يرى العديد من المتابعين أن ذروة وضوح قوة وسطوة من يسيطر على مطار طرابلس الوحيد الآن، ونعني (معيتيقة) اتضحت عندما قامت قوة الردع الخاصة بإنزال أمر اللواء 444 محمود حمزة من طيارة رئيس حكومة عودة الحياة، الذي كان بجانبه، هو ورئيس الأركان محمد الحداد، في مشهد سيريالي يبين مدى حجم النفوذ الذي يحظى به من يسيطر على المنفذ الجوي في عاصمة الليبيين، حيث تم اقتياد محمود حمزة تحت رياح (الكفوف) دون أن يكون لمن كان معهم أي دور في إيقاف ذلك،.  

لهذا يرى العديد أن افتتاح مطار طرابلس العالمي، في هذا التوقيت لن يكون إلا كمن يصب الزيت على الرماد لإعادة إشعال النيران، حيث كل التشكيلات المسلحة في طرابلس بالتحديد وغرب ليبيا بشكل عام في صراع محموم للسيطرة على المطار التي تقول حكومة عودة الحياة أنه أصبح شبه جاهز للافتتاح عن قريب.  

ويتضح ذلك كما يرى البعض في تشكيل المجلس الاجتماعي لسوق الجمعة والنواحي الأربعة، حيث منطقة السبعية وقصر بن غشير المحيطة بالمطار مُمثلة في هذا المجلس، ويرى العديد أن هذا الجسم جاء في سياق محاولة قوة الردع مد نفوذها للحاضنة الشعبية المحيطة بالمطار الجديد، والذي سيهيئ لها إمكانية الوُجود العسكري هناك بشكل هادئ. 

كما أن اللواء 111 بقيادة الزوبي لن يوافق على استبعاده من تأمين المطار (السيطرة عليه) خاصة وأن قوته تنتشر في تلك المنطقة، أيضا جاره وحليفه عبد الغني الككلي، الذي يتشارك معه في هذه المساحة، ناهيك عن جهاز الأمن العام الذي يحاول أمره (وزير داخلية حكومة عودة الحياة) عماد الطرابلسي بسط نفوذه على المطار، حيث يرى العديد أنهم لا يستطيعون أن يفصلوا بين عماد الطرابلسي وزير الداخلية الذي يطالب ببسط قوة وزارته الشرعية على جميع المنافذ، عن عماد الطرابلسي أمر جهاز الأمن العام الذي كان في السابق أحد المتنفذين في مطار طرابلس العالمي بنسخته السابقة قبل تحويله إلى رماد.  

يبدوا أن حكومة عودة الحياة وقيادتها (الرشيدة) تعلم جيداً أن فتح مطار طرابلس العالمي بحلته الجديدة هو بمثابة كرة نار تحاول أن تدحرجها بالطريقة التي تحرِقها ، لهذا تحاول أن تختار الموعد الذي يخدمها بشكل دقيق لإعلان افتتاح المطار، وفي الوقت نفسه تضمن أن من سيسيطر على هذا المطار هو ضمن تحالفها بشكل بُنيوي، بحيث لا يصبح هذا المطار نقطة قوة في أيدي خصومها في طرابلس.  

كل شعوب العالم تتعامل مع المطارات كونها المكان الذي يمثلها إلى حد كبير، وتحاول أن تكون بأجمل صورة، إلا شعبنا الصابر الصامد، الذي قد تجد العديد من أفراده يدعوا أن لا يفتح هذا المطار، لأن الإعلان عن فتحه قد يكون موعداً لخروج العديد من المواطنين من منازلهم هرب من القذائف العمياء أن تصيبهم، وشعارهم (مطار مقفل، ولا حوش مهجور )