السياسي

هناك ظِل لواء جديد يظهر في طرابلس! (هل سمعتم عنه؟)

 هناك ظِل لواء جديد يظهر في طرابلس! (هل سمعتم عنه؟)

  هناك ظِل لواء جديد يظهر في طرابلس! (هل سمعتم عنه؟)

 

تمر الشعوب، ومن ورائها البُلدان بتغيرات تكون فيها في أضعف حالاتها على مستوى الوعي، والتماسك، هذه الفترات في العادة تصنع واقعاً جديد، لأولئك الذين تمكنوا إما بمحض الصدفة، أو كان لهم تخطيط من وضع أنفسهم في مراكز صنع القرار، ويتحولوا لكونهم محركين أساسيين في إدارة شأن الناس، وقد يتحولون مع مرور الزمن لأصنام تُعبد من دون الله؟! 

يعلم الكثير أن اللواء ركن محمود حمزة كان قد خاض غمار الحالة العسكرية التي صحبت انتفاضة فبراير منذ بدايتها، وقد كان جزء مفصليا من مشروع قوة الردع الخاصة لفترة طويلة تجاوزت العشر سنوات، وخلال هذه المدة اكتسب بعض الخبرة العسكرية والعمل الميداني، لينتقل بعدها ويشكل (كِشكه) الجديد تحت مسمى لواء 444، وما يجعلنا نقول إنه كِشك صنعه محمود حمزة، كون ان الألوية في العالم تنشأ بقرار من الجهات المعنية أولا، ثم بعد ذلك يُكلف بقيادتها الأقدم، والأكثر كفاءة من عناصر الجيش، وقد تجد ان هناك ألوية يتغير القادة فيها بشكل دوري في بعض الجيوش، إلا في ليبيا، هنا كل شيء مختلف!، حيث مُتقبل جدا ان يُنشئ أحدهم لواء، وبعد ذلك يطلب من قيادة الجيش الاعتراف به.، وهكذ….

تمكن محمود حمزة (مع حفظ الألقاب والرُتب) الاستفادة من تجربته السابقة، وصنع سردية منضبطة لهذا اللواء، وزُيِّن ببعض الضباط مما تبقى من الجيش القديم، وتدريبات عالية، وانتشار واسع خارج المدن، مع عدم الاحتكاك كثيرا بالمواطنين، التركيز على مكافحة التهريب في المناطق الوعرة، هذه الوصفة خلقت حيثية لهذا اللواء في المنطقة الغربية، وتمكن من السيطرة على مساحة جغرافية كبيرة، لا يوجد من هو في المنطقة الغربية يملك مثلها. 

ملامح هادئة، خروج قليل للإعلام، الالتزام بالأوامر إلى حد ما، تقديم التحية العسكرية باستمرار للمسؤولين المدنيين، منشورات فيسبوكية عميقة المعنى، والمضمون، كل هذه الحالة صنعت سردية جديدة للواء ركن، سردية تشتاق إليها نفوس الليبيين بشكل عام وأهل طرابلس بالتحديد، لكن ماذا بعد؟

بعد العديد من الصراعات التي يعلمها أغلب سكان طرابلس، ودون الخوض فيها، عُيِّن اللواء ركن محمود حمزة مديراً للإستخبارات العسكرية، (لا تلتفت كثيرا لأسماء المناصب في ليبيا، ولا تُقارنها بشبيهاتها في الدول الأخرى، هنا حالة أخرى تخصنا فقط، وحاول ألا تفهم) بدأت هناك تحركات رسمية لسيادة اللواء حللها بعض المتابعين انها إعادة تموضع له في الساحة العسكرية في ليبيا،

حيث كثرت جولات اللواء في القارة الأفريقية، بحكم منصبه الجديد، واستقبل مؤخرا اجتماع مهم، لقيادات رؤساء الاستخبارات العسكرية لدول الطوق الليبي، هذه الحركة من قبل اللواء، وإمكانية تحكمه في انضباط عناصره، جعل الكثيرين يرون فيه الحالة التي قد تدعمها بعض الدول للسيطرة على طرابلس وما جاورها، وإعادة سردية مشابهة لسردية الجنرال حفتر في شرق البلاد،

 قد يرى البعض ان هذا التحليل غير دقيق لاختلاف الظروف المحيطة والوعاء الاجتماعي المختلف بين طرابلس وبنغازي، لكن هناك من يرى أن توفير الحالة المنضبطة عسكرياً، قد تجعل من اللواء خياراً لفرض نوع من الاستقرار داخل العاصمة، وإنهاء حالة التربص الموجودة في المنطقة الغربية بشكل عام، وطرابلس بالخصوص.

هذا التحليل في إطار رفض الجزائر، ومن ورائها الولايات المتحدة وتركيا إلى حد ما كما يرى البعض من ان يقوم الجنرال حفتر من السيطرة على طرابلس والمنطقة الغربية بشكل عام، لهذا يرون ان توحد الحالة العسكرية في العاصمة طرابلس تحت لواء واحد، قد ينتج ظرف يقدم حالة استقرار نسبية في العاصمة الليبية، وحليف جديد في نفس الوقت.

قد يرى العديد من القراء ان هذا التحليل (حالم) نوعا ما، لكن إن سألت أي أحد في بنغازي سنة 2013 ان هناك مستقبل عسكرياً لخليفة حفتر في شرق البلاد، سيضحك عليك بصوت عالي! لهذا في ليبيا كل شيء وأي شيء ممكن.

حتى يحدث ذلك، أو لا يحدث، لدي سؤال لك عزيزي القارئ، (هل تتصور، أن يكون هناك آمر للواء 444 من غير محمود حمزة؟)