اجتماعي

أندادك بصغارهم !! علاش

أندادك بصغارهم !! علاش

أندادك بصغارهم !! علاش 

 

بين سيف المجتمع ومطرقة القاضي نعيش في مجتمع يحمل أفكارا واعتقادات لا علاقة لها بالعقل ولا بالدين ولا حتى بالانسانية ,إلا أن هذه الأفكار تأخذ حيزآ كبيرا من تفكير المجتمع ولها بالغ الأثر في نفوس معظم أفراده ، وأحد هذه الافكار هي وصول الفتاة لسن الزواج دون زواج. 

فمجرد وصول الفتاة لعمر معين وأحيانا أقل ، تجد نفسها محاطة بأنظار المجتمع وكلماته الجارحة ، وعباراته اللامنطقية، وأحيانا توجيه اللوم عليها ،، علاش !! لأنها لم تتزوج ، وكأنها الوسيلة الوحيدة التي تمكنها من العيش في هذا المجتمع وأنها من دونه لاقيمة لها ولامكانة، سواء راغبة فيه أم لا ، لها طموح أخر ، لها أحلام أخرى ،،، الخ ، كل ذلك لاينظر إليه . 

فتجد الفتاة نفسها تعيش في ضغط من جميع النواحي حتى من أهلها ، فما لها إما أن تبحث هي عن عريس بشتى الطرق ، أو أن توافق علي أول من يطرق بابها حتي لو لم يكن يحمل الصفات التي تتوافق معها او التي تحلم بها ،، بل لابد لها أن تغفل حتي عن عيوبه ،،  تاركة أحلامها وطموحاتها وأحيانا حتي دراستها . 

كل ذلك هروبا من ضغط المجتمع وسيفه الذي يوجه طعناته لها في كل وقت ومكان ،، فلا يتركوا المجال لها دون توجيه بعض الكلمات السامة ( خيرك لتوا/ أندادك بصغارهم / الشهادة مااديرلك شي).  

وبعد كل ذلك تجد الفتاة نفسها تعيش حياة ليست من اختيارها ، فمنهم من يتأقلم ويحاول مواجهة الصعوبات هروبا أيضا من المجتمع ومن لقب( مطلقة) ، ومنهم من ينصدم بالواقع المرير والحياة التي يمكن أن تصنف كل شي إلا كونها حياة .

وتجد نفسها غارقة في دوامة المشاكل و الصراعات لوحدها ، لا المجتمع  ولا أحدا ممن كان يصفق لها علي هذا الزواج ، ولا مخرج لها من كل ذلك الا مطرقة القاضي. 

في هذا الزحام من عشوائية الإختيار نجد انفسنا ننسى أن الزواج هو مرحلة من مراحل الحياة ، قد يمر بها الإنسان أو لا يمر  ، فلا تقف حياته عليها ، ولا باستمرارها ، لانه خُلق لغاية أسمى من ذلك .

إلا أن عملية التربية للمرأة تحديدا في مجتمعنا تتأسس على تأهيل البنت أن مرحلة الزواج هي النقطة الفاصلة في حياتها ، فتتحول هذه النقطة إلى الحياة نفسها ، تجد أن نوع دراستها وشكل لباسها وطريقة كلامها ، وهوسها بتفاصيل ملامحها التي يجب أن تتماشى مع مايحبه المجتمع وتحديدا الرجال هنا ، يتم تقديم كل هذا الجهد قرباناً لصنم المجتمع الخالد وهو ( الزواج ) . 

لا نبالغ إن قلنا أن المجتمع قائم علي اعتبار الرجل هو محوره ، حيث ستجد أن العديد من حالات الوسم التي تصيب النساء هي مرتبطة به ، حيث مثلا المرأة المطلقة لا تقبل في المجتمع لأن الرجل عادة عندما يقرر الزواج لا يرتبط بمرأة مطلقة ، بل يسعى إلى غيرها من النساء التي لم تخض تجربة الزواج .

بينما سنجد في تراثنا أن النساء المطلقات لم يمروا بهذا الوسم ، بل كانوا مقبولين ، وقد تكون نسبة الإرتباط بهن أكثر من الأخريات اللآتي لم يمرَّن بتجربة الزواج ، وذلك من باب أنهن أكثر خبرة ودراية بإدارة الأسرة . 

لهذا السؤال هنا ، من هو المسؤول عن تحويل حالة الطلاق إلى وصمة عار تلاحق النساء ، وتمنعهن من أن ينهين حالة الزواج الذي لا يتمتعن فيه بالراحة ؟ 

نحن هنا لا نقدم كلامنا على أساس أننا نحاول أن نهدم موؤسسة الزواج ، بل نقدم كلامنا على أساس الحذر من تأسيس أسر تُنتج أفراد للمجتمع غير أسوياء ، ( لهذا ياعزيزي القارئ تريث في الحكم علينا ).